مقدمة
سلكت “الرواد لبناء القيم” سبيلًا واضحًا تحكمه منهجيات علميّة وعمليّة محكمة في بناء القيم وتمكينها داخل البيئة الداعمة لها سواء كانت: ذات الفرد أو الأسرة أو المدرسة/الجامعة أو مؤسسات العمل أو المجتمع أو الوطن، وذلك بتحويل القيم من شعاراتٍ وكلماتٍ مجردة إلى ممارسات وسلوكات وإجراءات ملموسة يمكن تمكينها وقياسها. ومن أهم هذه المنهجيات: منهجية تجسيد القيم.
يقدم الدليل ما يحتاج إليه الباحثون العاملون في تجسيد القيم؛ من الإطار العلمي الذي يؤصل المعرفة الأساسية الواجب معرفتها قبل البدء بعمليات التجسيد، ويُبين موقعه وأهميته، وما المقصود منه، وما متطلباته وقواعده ومصادره، وصولًا إلى كيفية استخدامه.
إن عمليات تجسيد القيم – كما سبق – بتحويلها من كلماتٍ مجردة إلى كيانات واضحة المعالم، نستطيع قياسه وبناء منظوماته وتمكينها؛ تحتاج إلى عناية وتركيز من أول مرحلة وصولًا إلى المُخرجات النهائية.
لذلك فإن» الرواد لبناء القيم» قامت – باعتبارها شركة متخصصة – بالاطلاع على تجارب العاملين في هذا الحقل وممارساتهم، ولمّا لم تجد دليلًا مخصصًا لهذا الأمر، أدركت من خلال فهمها وفلسفتها في القيم؛ أن منهجية البناء يجب أن تقوم على أرضية معرفية صلبة، ولذا أنتجت دليلها في تجسيد القيم.
وتبرز أهميته البحثية؛ بأنه يساعد الباحثين في التعرف على المهارات اللازمة إتقانها في تجسيد القيم، كما أنه يوضح ماهية تجسيد القيم وفائدته، والأسس التي قام عليها فهم القيم في الشركة، والقواعد الواجب معرفتها قبل البدء بعملية تجسيد لأي قيمة، وأخيرًا يوضح مراحل تجسيد القيمة ومهام كل مرحلة ومخرجاتها، ومواصفات كل مخرجاتها، كما أنه يوفر نماذج إرشادية وقوالب مخصصة لذلك، مما يوحد المخرجات النهائية حال تعدد الباحثين؛ كونها تتم وفق منهجية واحدة،، وفيما يلي تلخيص لأبرز موضوعات ومراحل الدليل.
الهدف من تجسيد القيمة
تعدّ عملية تجسيد القيمة من أهم عمليات بناء القيم عامة، والقيم المنظمية خاصة، وتُنفذ عبر عدد من المراحل والمهام، ولكل مهمة أو مجموعة مهام مخرج محدد، ولها أربعة أهداف رئيسة.
- التـأصيل المنهجي النظري للقيمة، بحيث تتحدد ماهيتها عن غيرها من القيم.
- بناء الممكنات، حيث إن الباحث أثناء عمله في تجسيد القيم؛ يضع في ذهنه من الذي سيستفيد من إنتاجه؟ وكيف؟ وما المعرفة التي يجب أن تصلح لتمكين القيمة لدى المستفيد النهائي منها، ويركز جهوده في هذا السياق على أهداف جزئية مهمةـ وتقديم ما يساعد باني الممكنات على إعادة تشكيل العرفة التي تسهم في:
- إحداث فهم وتفسير للقيمة ومكوناتها من خلال توضيح البعد المعرفي لها.
- التثمين والإعجاب بالقيمة ومكوناتها من خلال توضيح البعد الانفعالي الوجداني.
- الاقتناع بالقيمة ومكوناتها من خلال توضيح البعد الاعتقادي.
- التطبيق السلوكي للقيمة ومكوناتها من خلال توضيح البعد السلوكي.
- تطوير المقاييس؛ حيث يقدم الباحث قائمة على ثلاثة محاور لكل قيمة يقوم بتجسيدها:
- مقاييس ومؤشرات تمسك الفرد بالقيمة المؤسسية.
- مقاييس ومؤشرات مدى توفير متطلبات البيئة الداعمة.
- مقاييس الإلهام، وهي تحدد السلوكات المطلوبة من القائد للبيئة الداعمة.
- تقديم تصور شامل عن تهيئة البيئة الداعمة.
متطلبات العمل في تجسيد القيمة
إن العمل في تجسيد القيمة وفق منهجية «الرواد لبناء القيم»؛ يثمر منتجًا معرفيًا ثريًا، يستفاد منه في مراحل بناء القيم وتمكينها، كما يستفيد منه المستشارون والمتخصصون الذين يقومون بإعادة صياغة المؤشرات وتطوير المقاييس، أو ببناء المواد التدريبية ومواد التمكين والتثقيف الأخرى (البرامج والمواد الإعلامية وغيرها).
لذا يتطلب العمل في هذا المجال؛ الالتزام بما يرشد إليه الدليل؛ حتى تكون المخرجات قد بُنيت بشكل منهجي، ويكون لها أثر عند البناء والتمكين، ومن ذلك ما يلي:
أولًا: الاطلاع الكامل والدقيق على الأدبيات الخاصة بشركة «الرواد لبناء القيم»، وهي:
- الكتاب التعريفي بالشركة.
- كتاب القيم، فلسفة الفهم ومنهجية البناء.
- نموذج معياري للتجسيد.
- دليل بناء المؤشرات.
- نواتج تجسيد القيم السابقة.
- دليل نشر ثقافة القيم.
- إجراءات بناء منظومات القيم.
ثانيًا: دراسة نظريات القيم في علم النفس وعلم الإدارة وعلم الاجتماع، والمواضيع الدينية ذات العلاقة، ونظريات قياس القيم والميول والاتجاهات.
ثالثًا: الالتحاق بالبرنامج التدريبي وحلقات النقاش الخاصة بتجسيد القيم وبناء منظوماتها؛ التي تُنظمها «الرواد»؛ لتطوير مهارات فريق العمل وتمكينه.
رابعًا: التدرب أولًا على تجسيد قيمة واحدة بشكل تجريبي، مع وجود إشراف من قبل شخص سبق له أن تدرب على تجسيدها أو على غيرها؛ لإبداء الملاحظات وتقديم النصح والتوجيه والمساعدة إن لزم الأمر.
خامسًا: الاطلاع على موسوعة القيم وإصداراتها المتتالية ودراستها.
قواعد تجسيد القيمة
في ضوء أسس «الرواد» التي قادت ووجّهت فهمها وفلسفتها للقيم، فإن هناك قواعد يتوجب الاسترشاد بها أثناء العمل في تجسيد القيم؛ ومنها:
- تجسيد القيمة؛ عمل بحثي تحكمه أخلاقيات وقواعد البحث العلمي كافة، خاصة فيما يتعلق باقتباس الأفكار وتوثيقها، وتدوين البيانات الببليوجرافية للمصادر والمراجع حسب القواعد والأصول المنظمة.
- عند تجسيد القيمة، يراعي الباحث أنه سيضع قائمة بالسلوكات المطلوبة من الفرد في البيئة المؤسسية ومن قياداتها ومالكيها كونهم القدوة والنموذج لبقية الأفراد، وكذلك يضع قائمة بما يتوجب على المنظمة توفيره من متطلبات بيئة داعمة وحاضنة للقيم.
- على الرغم من أهميّة تبني الأفراد لقيمهم الشخصية إلا أن التركيز في مجال القيمة ينصب على أداء الفرد داخل البيئة الداعمة له أو حين يمثلها في الخارج.
- تجسيد القيمة يفترض أنْ يغطي أبعادها الأربعة: المعرفية، والوجدانية (الانفعالية)، والاعتقادية، والسلوكية.
- لكل باحث أسلوبه الخاص بالبحث يميزه عن غيره، غير أن قواعد البحث العلمي تفرض استخدام المفردات السهلة والعبارات البسيطة؛ كي يتمكن القارئ من فهم المخرجات بسهولة.
مهارات تجسيد القيمة
تجسيد القيم هو عملية بحثية؛ والغاية منها تحويل القيم من كلمات مجردة، إلى كيان واضح المعالم، تستفيد منه في بناء محتوى تدريبي أو تثقيفي أو توعوي أو توجيهي أو إرشادي عن القيمة، وبناء المؤشرات حولها وتطوير المقاييس، والعمل فيه يتطلب اكتساب الباحث لعدد من المهارات، الخاصة بالتفكير، ومن أبرزها:
- البحث العلمي
- الصياغة
- التحليل
- التصنيف
- الاستقراء والصياغة
- الاستنباط
- التفسير والتأويل
- التركيب
مراحل تجسيد القيم
المرحلة |
المهارة |
المخرجات |
الأولى: الجمع والقراءة عن القيم الأصلية المراد تجسيدها |
البحث العلمي |
(1) قائمة المراجع من الكتب، والأبحاث المحكمة، والمقالات، والفيديوهات، وقصص نجاح لمؤسسات. (2) معارف ومعلومات عامة مرتبطة بالقيمة مدونة ورقيًا وإلكترونيًا. (3) مخطط أولي للقيمة المراد تجسيدها. |
الثانية: تكوين التعريف الأولي للقيمة الأصلية |
الصياغة |
(1) التعريف اللغوي للقيمة. (2) التعريف الاصطلاحي. (3) التعريف الإجرائي. |
الثالثة: تحليل القيمة الأصلية إلى مكوناتها قيمها فرعية وبيان نقائضها |
التحليل |
قائمة أولية بمكونات – قيم فرعية – القيمة الأصلية ونقائضها . |
الرابعة: تصنيف وتجميع المكونات |
التصنيف |
قائمة المكونات الفرعية للقيمة الأصلية. |
الخامسة: تعريف مكونات القيمة الأصلية |
التحليل |
قائمة المكونات الفرعية للقيمة الأصلية؛ مُعرّفة. |
السادسة: تحكيم المكونات (القيم الفرعية) للقيمة الأصلية |
الاستنباط |
قائمة مكونات القيمة معدلة ومحكمة. |
السابعة: بيان الأبعاد الأربعة لكل مكون (قيمة فرعية) ومؤشراتها |
التفسير والتأويل |
(1) قائمة البُعد المعرفي. (2) قائمة البُعد الوجداني «الانفعالي». (3) قائمة البُعد الاعتقادي. (4) قائمة المؤشرات السلوكيات الفردية، والإجراءات المؤسسية. |
الثامنة: مواصفات البيئة الداعمة |
الاستقراء والصياغة |
قائمة إجراءات تهيئة البيئة الداعمة. |
التاسعة: توضيح المنافع والمضار لكل مكون قيم فرعية |
الاستنباط |
قائمة المنافع والمضار. |
العاشرة: الإثراء |
البحث العلمي |
(1) تصويبات لغوية وتحسينية للمخرجات السابقة. (2) قائمة الأنشطة والألعاب التدريبية. (3) قائمة المهارات المقترحة. |
الحادية عشر: إعادة بناء التعريف العام للقيمة الأصلية ومكوناتها |
التفسير التأويل التركيب |
(1) التعريف العام (اللغوي، والاصطلاحي، والإجرائي) للقيمة معتمد. (2) التعريفات الخاصة بكل مكون «قيمة فرعية» معتمدة. |
الثانية عشر: الربط التشعبي |
التفكير التعليل |
(1) مصفوفة المواءمة والارتباطات التشعبية للمكون الفرعي وللقيمة الأصلية. (2) إعادة ترتيب المصفوفة الرئيسة. |
الثالثة عشر: التركيز |
التلخيص |
وثيقة تجسيد القيمة مركزًا، وفق النموذج أعلاه. |
الرابعة عشر: التحكيم والمراجعة |
الملاحظة والتقويم والتقدير |
(1) ملاحظات المنفذ لمراجعة وثيقة تجسيد القيمة. (2) وثيقة تجسيد القيمة بصورتها النهائية |
الخامسة عشر: الأرشفة والحفظ |
البحث العلمي |
القيمة المجسدة، جزء في موسوعة الرواد للقيم. |