العملية الأولى: تجسيد القيم
منهجية «الرواد» في تجسيد القيم
ترى «الرواد لبناء القيم» أن أفضل مدخل لتحويل القيم من مفهوم مجرد ليصبح مفهومًا يحمل معنى، وله منطق عند الأفراد، وقابل للتطبيق من قبلهم؛ هو مدخل التجسيد، وهو الركن الأهم في البناء الذي يعني تحويل القيمة من كلمة مجردة إلى كيان واضح المعالم بتعريفها، وتحديد مكوناتها الفرعية والسلوكات التي تمثل تناقضًا معها، وتحليل أبعاد المكونات، وإبراز منافعها ومضار العمل بما يناقضها، وأدوات قياسها، وسلوكات وإجراءات اكتسابها وتبنيها، وصولًا إلى إجراءات عمليّة تُسهل تمكينها، وتحويلها من الشعارات إلى الواقع.
تتجه منهجية «الرواد» في تجسيد القيم إلى توضيح وبيان العوائد والثمار الإيجابية الناتجة عن تبني الفرد لمنظومة القيم، وكذلك ما يعود على المنظمة من المنافع الإيجابية حال توفيرها للبيئة الحاضنة والداعمة للقيم، يلي ذلك بيان بالمخاطر الناجمة والتهديدات المتوقعة من عدم تبني القيم بشكل حقيقي أو عدم توفر الإجراءات الداعمة، وذلك من أجل تعزيز الجانب الوجداني لدى الفرد، وتعظيم وتثمين وتقدير أهمية القيمة لديه ليتمكن من اكتسابها والدفاع عنها.
وإحدى مكونات عملية تجسيد القيم؛ هي إيضاح المؤشرات الدالة على السلوكات المطلوبة من الفرد ليتمثل القيمة، أو الإجراءات المطلوبة من المنظمة وتهيئتها للبيئة الحاضنة للقيم، والغاية من ذلك تمكين الباحثين في مجال القيم وتمكينها من صياغة وتطوير المؤشرات والمقاييس، وكذلك مساندة الباحثين المهتمين ببناء برامج تثقيفية وتدريبية؛ تُحدِث أثرًا في المستهدف.
وإننا وحسب علمنا نرى أن «الرواد» من خلال منهجيتها في تجسيد القيم الموضحة في دليل تجسيد القيم؛ قد حققت سبقًا عمليًا على مستوى البحث العملي في العالم، حيث لم نجد من خلال بحثنا من كتب أو ألّفّ أو درّس موضوع تجسيد القيم ووضع له منهجية ودليلًا عمليًا يستفيد منه الباحثون.